وتتسابق حاليا شركات الهاتف الجوال وفرق التسويق فيها بإطلاق عبارات ترويجية لهواتفها الجديدة تحت مسمى قاهر الآي فون iPhone killer، وبالتالي فهي عمليا تروج لهاتف آي فون ذاته وتدفع بالمصممين لتقليد مزاياه وكأنه أصبح هو الأساس والمعيار في القياس.
وبدلا من الدفع نحو تطوير مزايا جديدة وفريدة ومختلفة أصبح تقليد النموذج الناجح الطريق الأسلم في العمل والتسويق رغم أن ذلك التفكير البليد لا يفلح حتى على المدى القصير. غاب عن هؤلاء أن سر نجاح هاتف آي فون لا يكمن في تصميمه فقط ولا في تقنية اللمس المتعدد - والتي تجعلك وبحركات بسيطة بأصابعك على الشاشة تفتح الصور وتتنقل بينها أو تقوم بتكبيرها وكذلك هو الحال مع الفيديو - بل هو أعمق من ذلك بكثير. فهذه الميزة مثلا تتكامل مع نظام التشغيل ذاته في الهاتف ونظام ليبارد في جهاز ماكنتوش، وهما متوافقين تماما، وأصبح هناك عدد هائل من البرامج المخصصة للهاتف أيفون بالدرجة الأولى. وحين تقدم شركات الهاتف الجوال الأخرى ميزة اللمس المتعددة تغفل أن سبب نجاحها في جهاز آي فون يكمن في توفير برامج لها استخدامات عملية تستفيد منها. ت ليس لدي هاتف آي فون ولا أود بشراءه فأنا من "معسكر" ويندوز ولدي حساسية ضد "معشر الماكنتوش" ولذلك فإنا أنتظر برامج نظام ويندوز 7 القادم الذي سيحمل مزايا مثل اللمس المتعدد لشاشات الكمبيوتر المكتبي والمحمول.
لكن المهم في الأمر أن ثقافة الاستنساخ والتقليد والمبالغة في الدعاية لا تؤدي إلا إلى الفشل السريع، فمتى تتعلم الشركات والقائمين على حملات التسويق فيها؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق