كسر المذيع في التلفزيون الحكومي صمت الاستيدو المهيب ، واضطر لتهنئة مشاهديه بفوز احد شعراء بلاد شنقيط بلقب امير الشعراء دقائق معدودة قبل بدا بث تلك الحلقات السياسية التى تستضيف كل مساء عددا من المدافعين عن الانقلاب العسكري الذي اطاح بالرئيس المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله وبين تشريع اقصاء سيدي محمد الرئيس وتتويج سيدي محمد الشاعر الامير كان المشهد السياسي وتطورات ما بعد الانقلاب الهم الاكبر لدى الموريتانيين .
وفي غفلة من لحظات السياسة السائرة بوتيرة متسارعة بحثا عن حكومة تتداولة اروقة مكاتب الاحزاب السياسية ويخرجها ضباط المرحلة الحلية كان جمهور الشعر يبحث عن وقت ضائع يجمع شتات الافكار التى اختلطت بوحل السياسية وكانه يستحث الخطا لاقتناصات شعرية فرسانها شعراء على ضفة الخليج ،خرج التخمين من ادمغة المتابعين الى واقع حي في شاطئ الراحة بدولة الامارات العربية المتحدة وبدا وكان احساس هوميروس يقتل لعنة ميكيافلي التى باتت اشباحا تطارد ربان مركبة البلاد منذ اسقاط حكومة ولد زيدان. وحتى انقلاب المركبة صبيحة الاربعاء السادس من اغسطس ، ارتدوا على عقبيهم عن عقيدة الديمقراطية واستكانوا الى وضع صار امرا واقعا في راي احد المواطنين بينما لا تزال سفينة الشعر تبحر باحلام الملايين في بلاد المليون شاعر ، واعتلى ولد بمنبه عرش امارة الشعر وتعالت صيحات البسطاء المختنقين بعقدة الارتكاسة المندهشين امام فكرة شغل منصب الرئاسة باية ذريعة هواية كانت ام غواية واستحال الترقب الى انفلات من عقال تلك الشاشات الصغيرة التى تسمروا خلفها ساعات بل اسابيع في انتظار الكشف عن مصير "امارة الشعر حلم الشعراء "
ماكاد فناء منزل الشاعر الامير سيد محمد ولد بمبه يستوعب عشرات المتدفقين وقد وصلوا متعبين من مسافات بعيدة بعد صرخة واحدة عفوية خرجت من كل بيت مطرز ومدبب باحدث صيحات الزركشة التركية والفارسية والايطالية او كوخ صغير تتسلل منه نسمات تيار الكناري الخافتة وتحمل معها فيالق البعوض وتاكل جدرانها افواج النمل وتشدو فوق سطحها الصراصير انشودة ازلية في انتظار خطة وزارة التجهيز لتخطيط احياء الانتظار بل في انتظار الوزير نفسه في حكومة لم تعرف بعد كل اسمائها وحومة لاتزال متمسكة بمناصبها في ذروة الخلاف حول الشرعية والا شرعية ، ارتدى الامير المتوج البردة ووضع الخاتم في اوانتزع امارة الشعر من انياب شعراء كبار ولجنة تحكيم تركت جاهدة منذ بدا المسابقة الكلمة الفصل لفرسان موريتانيا للجمهور واضعة مسافة في توزيع نقاطها في كل امسية بين الشعراء المتنافسين حيث استعانت في تقييم قصائد شعراء شنقيط بكل مناهج النقد ومدارسه متلمسة اخطاء الشعراء الموريتانيين ومتجنبة الخوض في سوءات غيرهم من شعراء العرب على منصة شطئ الراحة ، نجح ولد بمبه حيث فشل ولد الشيخ عبدالله جمع الشاعر بتتويجه قلوب الملايين في بلاد الشعر ورد الى القصيدة مجدا مؤثلا ، سار على خطا ولد الطالب فحقق المركز الاول في تطور تدريجي لمسيرة شعراء موريتانيا نحو اللقب رغم المطبات والعقبات ،حلق كطائر الفينق او كل هدهد لينتزع بالقصيدة ما عجزت عن تحقيقه التعددية الديمقراطية في موريتانيا تعددية حملت في توهجها وتالقها ذات يوم عوامل فنائها فتحولت على طريقة ماركس الى فوضى امام طموح جارف بات جموحا من ال المناصب ،و شهوة قيس وذبيان ونمير وكعب وكلاب للظفر بوزارة او ولاية او ادارة لكعكة استعصت قسمتها بالمنهج الليربالي الحر فسقطت تحت ضغط الانسداد بسبب الخلاف المقيت والفشل الكبير في التوصل الى تنازل او اعتذار او اعتراف من اي طرف من اجل ل الاطراف وتشهد نواكشوط ومختلف المدن والارياف الاخرى احتفلات منقطعة النظير بعد فوز الامير الشاعر ولد بمبه وتنظم رابطة الادباء والكتاب الموريتانيين امسيات وسهرات احتفاءا بهذ المكسب ،وبادرت رئيسة حزب حواء سهلة بنت احمد زايد بالتعبير عن فرحتها وتهنئتها لاشاعر المتالق لحظة اعلان الفوز لتعيش العاصمة ليلة ساهرة على اقاع الشعر والموسيقى والحبور
وحده محمد سالم ترك سيارته على قارعة الطريق بعد ان تعطلت في زحمة المسيرات واختار ان يمشي على قدميه مزهوا بنصر كبير للشعر وانساق الالاف فالبسو الافق الوانا وتهياما يتدحرجون من كل اركان المدينة في لحظات نشوة عفوية بفوز الامير الشاعر ولد بمبا بلقب الامارة وتالق الشاعر ادي ولد ادبه مغلقا بمرتبته الخامسة الدائرة على القصيدة العربية والخيال المجنح ليجعل بدايته شنقيطية ونهايته شنقيطة في مشهد يتمنى الموريتانيون ان يجمع شتات فرقاء المشهد السياسي مثلما جمعت البسطاء فرحة اكتمال المشهد الشعري بتتويج امير من بلاد شنقيط على امارة الشعر في العالم العربي ، الا ان الفاصل الاعلاني لن يطول وسيعود ميكافيلي قريبا انتظرونا ,,